الصحابى الذى نزلت الملائكه تستمع اليه وهو يقرا سوره البقره هو اسيد بن خضير رضي الله عنه
قصة حدثت للصحابي الجليل : أسيد بن الخضير (رضي الله عنه)
أولع أسيد بن الخضير بالقرآن منذ سمعه من مصعب بن العمير ولع المحب بحبيبه, وأقبل عليه إقبال الظامئ على المورد العذب في اليوم القائظ, وجعله شغله الشاغل.
فكان لا يرى إلا مجاهداً غازياً في سبيل الله, أو عاكفاً يتلو كتاب الله.
وكان رخيم الصوت , مبين النطق , مشرق الأداء , تطيب له قراءة القرآن أكثر ماتطيب إذا سكن الليل , ونامت العيون, وصفت النفوس.
وكان الصحابة الكرام يتحينون أوقات قراءته , ويتسابقون إلى سماع تلاوته.
فيا سعد من يتاح أن يسمع القرآن منه رطباً طرياً كما أنزل على محمد.
وقد استعذب أهل السماء بتلاوته كما استعذبها أهل الأرض.
ففي جوف ليلة من الليالي كان أسيد بن الخضير جالساً في مربده , وابنه يحيى نائمٌ إلى جانبه , وفرسه التي أعدها للجهاد في سبيل الله مرتبطة غير بعيد عنه.
وكان الليل وادعاً ساجياً , وأديم السماء رائقاً صافياً , وعيون النجوم ترمق الأرض الهاجعة بحنان وعطف.
فتاقت نفس أسيد بن الخضير لأن يعطر هذه الأجواء الندية بطيوب القرآن , فانطلق يتلو بصوته الرخيم الحنون :
(( ألم﴿1﴾ֶذلك الكتابُ لا ريب فيه هدىً للمتقين ﴿2﴾ֶالذين يؤمنون بالغيبِ ويقيمون الصلاةَ ومما رزقناهم ينفقون ﴿3﴾ֶ)) {سورة البقرة}
فإذا به يسمع فرسه وقد جالت جولة كادت تقطق بسببها رباطها ؛ فسكنت القرس وقرت.
فعاد يقرأ : (( أولـئك على هدىً من ربهم وأولئك هم المفلحون ﴿5﴾ֶ)) {سورة البقرة }
فجالت الفرس جولة أشد من تلك وأقوى .
فسكت...
فسكنت...
وكرر ذلك مراراً , فكان إذا قرأ أجفلت الفرس وهاجت, وإذا سكت سكنت وقرت.
فخاف على ابنه يحيى أن تطأه , فمضى إليه ليوقظه , وهنا حانت منه التفاتةٌ إلى السماء, فرأى غمامة كالمظلة لم تر العين أروع ولا أبهى منها قط وقد علق علق بها أمثال المصابيح, فملأت الآفاق ضياءً وسناءً , وهي تصعد إلى الأعلى حتى غابت عن ناظريه.
فلما أصبح مضى إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , وقص عليه خبر ما رأى , فقال له النبي عليه الصلاة والسلام:
((تلك الملائكة كانت تستمع لك يا أسيد ولو أنك مضيت في قراءتك لرآها الناس ماتستر منهم))( ¹)
ورد هذا الخبر في مسلم رقم الحديث(796)
*مقتطف من كتاب صور من حياة الصحابة